سنتكلم عن الجوانب الإدراكية المتعلقة بسلوك المستهلك.. كيف ندرك السلعة.. كيف ندرك الأحداث.. كيف ندرك الأشياء.. كيف ندرك الصور من حولنا.. هذه نقاط.
نحن نقول أن الإحساس واحد للكل.. والاختلاف في الأحاسيس بين شخص وآخر مرتبط بقوة الحاسة لدى هذا أو ذاك.. قوتها وضعفها.. يعني الإحساس يتعلق بقوة وضعف الحاسة.
أحياناً أنت متعب ومجهد ونظرك فيه بعض من الضعف.. فتجد خيالات قد لا تكون هي حقيقية.. وعندما تمعن النظر وتقترب منها.. تجد شيء آخر.
إذن الاحساس مرتبط فقط بقوة وضعف الحاسة.. بينما الإدراك مرتبط بأمور أخرى.
أول نقطة من نقاط الإدراك المتعلقة بسلوك المستهلك هو أن المستهلك يسلك من خلال التصور الفردي الذاتي.. يعني تصور الفرد لذاته.
كيف ترى نفسك أنت؟
من خلال هذه النقطة أنت تدرك لأشياء.. الإنسان المسالم يدرك أبعاد العداء أكثر من الإنسان العدواني أصلاً.. لماذا؟
لأنه يقيس الأمور من خلال تصوره لذاته وما ينبغي أن تكون عليه الصورة الكاملة.
فإذن المسالم يتصف بالحوار والأخذ والعطاء والقبول وتجاوز الأمور التافهة.
بينما العدائي له منظور آخر.. يتصور الحياة كلها هي عبارة عن قوة وأخذ بقوة ونقاش وجدال و… الخ هذه هي الحياة.
فمن أين جاءت هذه؟
كل واحد ينظر للأمور من خلال ذاته فيدركها من خلال تصوره لنفسه.. فيدرك السلعة.
واحد يدركها كسلعة جيدة.. والآخر يدركها غير جيدة.
واحد يدركها بأنها تضيف له قيمة.. والآخر يدرك أن هذه السلعة تنتقص منه.. كلها من خلال ماذا؟
لو اشترى هذه السلعة كانت منقصة له.. مثلاً: المتدين يجد أن السيجار إذا استخدمه يمثل منقصة له.. لأنه ملتزم لا تنسجم مع مظهره.. لحية وثوب قصير.. أليس كذلك؟
بينما الإنسان الآخر الذي يتطلع إلى مستوى اجتماعي أعلى يحاكي الحضارة كما يفهم ويستوعب الحضارة هو.. يرى السيجار تضيف له بعد آخر.. يقترب به من ذاك المستوى.
وعلى مستوى الطفل.. يتصور السيجارة رجولة.
إذن هي اعتبارات.. من أين انطلقت؟
من داخل الانسان.. من تصور الانسان لنفسه.. فهكذا يحكم على السلع ويحكم على الأشياء.
التصور للمنتج أو السلعة:
كيف يتصور الإنسان.. أيضاً منطلقة من ذاته.. من فهمه.. من عمقه الحضاري.. من محتواه الثقافي.
هو ينظر للأمور أو للسلع والخدمات التي يقتنيها من هذا المنظور.. من محتواه الثقافي.
الإنسان الأمي لا يفكر بالكومبيوتر لنفسه.. لأنه يعتبر الكومبيوتر شيء مخيف لا يمكن التعاطي معه.. قد يحصل أشياء.. ويعتمد على السن.. فكلما تقدم بالسن.. وتخلّف عن جيل السلعة.. تزيد مخاطر الاستخدام في النظر لها.
فإذن محتواه الثقافي هنا هو سبب في عدم تعاطيه للكومبيوتر لكونه يستوعب أن الكومبيوتر للمتعلمين بدرجة عالية.. في حين أنه لا يدرك أن الكومبيوتر هو بداية لعلم بسيط يمكن لغير القارئ أن يتعلمه.
وهو أمام القراءة والكتابة والكومبيوتر في خط واحد لأنه أمي لا يقرأ ولا يكتب.. فهما الاثنين في خط واحد.. لكن يستسهل مسألة القراءة والكتابة ويجدها بسيطة رغم أنه لا يقرأ ولا يكتب.. لأنه يرى أغلب الناس تقرأ وتكتب.. لكن لا يجد في الكومبيوتر ويتصوره شيء يحتاج إلى ثقافة ومعرفة وعلم.. كل هذا انطلق من محتواه الثقافي.
فالسلعة هكذا.. كثير من الأمور لو تنظر للمجتمعات.. تجدها هكذا.
على سبيل المثال.. قبل سنتين أو ثلاث كان البنطلون في اليمن قليل من الناس تلبسه.. والآن أصبح الثوب في المقابل انحسر لبسه.. سابقاً كان الموظف او المدرس يأتي للمدرسة وهو يرتدي الثوب.. لأنه يرى أن الثوب أصالة وقيم بالنسبة له.. وأن البنطلون تقليد للأجنبي.. لكن عندما اتسعت دائرة التعامل في الدوائر والشركات وأصبح هناك اتصال مع الآخر من جنسيات أخرى ووفود من الخارج.. أصبح يتعاطى البنطلون.
كذلك ربطة العنق.. إلى فترة قريبة كانت ضعيفة الاستخدام.. والدليل على ذلك أن أكثر الذين يلبسون ربطة العنق اليوم لا يستطيع يربطها.
فإذن المفهوم الحضاري هو سبب لنظرتك إلى السلعة.
التصور للمنتج أو السلعة من خلال ذاتك بما يحتويه ذلك الذات من خلفية نفسية كما ذكرنا في الأولى.. ومحتوى حضاري وثقافي وبتوقعاتك للسلعة أيضاً.
ماذا تعطيك هذه السلعة؟.. ماذا تمثل السلعة بالنسبة لك؟
فقد تكون السلعة ليست ذات أهمية لإنسان.. ومهمة جداً لآخر لا يستطيع أن يستغني عنها.
هنا كلمة التداخل التي ذكرتها.. لكن هي في الحقيقة حتى محتوى السلعة هو منطلق من ذاتك لأن محتوى السلعة يتمثل في محتوى المنفعة التي فيها.. مقدار الإشباع لحاجاتك ورغباتك.
فسر التداخل الذي ستشعر به الآن في النقاط التي سنسردها هي موضوع واحد.. يتمثل في ذاتك.. يعني نفسك.. إذا تكلمنا عن نفسيتك.. ونظرتك إلى ذاتك من هذه الزاوية.. فتقبل وترفض في محيطك من أشياء وأحداث وسلع وخدمات.. الخ
إذا نظرنا إلى السلعة.. محتوى السلعة في الأصل هو محتواك.. السلعة محتواها هو أنت.. كيف؟
كلما حققت أو جسدت لك السلعة حاجات ورغبات وأثارت في ذهنك توقعات منها.. على ضوء التوقعات أنت تقبلها وترفضها.. تراها فتقول: (هذه لا تحقق رغباتي.. لا تحقق حاجاتي).
مثلا: أنت سمين وتريد أن تضعف.. لكنك كسول.. فلما يأتوا لك بآلة رياضية معقدة في الحركة وتحتاج وقت.. تقول: (صحيح هي.. لكن من يدري هل ستنزل وزني أم لا).. لماذا؟
لماذا أظهرت هذا التساؤل؟
لأن هذا لا ينسجم مع طبيعتك.. فأنت أظهرت تساؤل عن السلعة وليس عن نفسك.
هو أصل التساؤل أن يكون هكذا: (هل أقدر أن أستخدم هذه الآلة؟ هل بإمكانها أن تنسجم مع قابليتي للحركة أو قبولي للحركة؟).. في حين أنا ماذا أقول؟
أعكس وأقول هذه السلعة لا تلبي حاجتي.. بينما يأتي آخر ويقول: (تمام! هذه التي أبحث عنها!).. تبحث عنها وكانت حلم يراوده منذ زمن يريد أن يحققه بها.. والآخر يقول لا تلبي حاجتي.. فهنا يأتي التوقع.
والتوقع.. كلما كانت هذه السلعة تنسجم مع حاجاتك ورغباتك.. إذن نرجع للذات.. كلما كانت مخاطرها أقل.
توقعاتك فيها أكبر.. كلما تصادمت مع نقاط حساسة.. أنت محتاجها.. في الأولى محتاجها لكن لا ترغب فيها لأنها تتعارض مع خاصية لديك.. أصل الدافع لا شعوري وأنت لا تريد أن تقوله.. لا تريد أن تقول أنك كسول.. وأن حياتي غير منظمة حتى أجلس عليها ساعة معينة لأتريض.
بينما آخر منظم.. عنده وقت ونشط.. والبدانة هذه لم تكن نتيجة لعدم الحركة بل لحبه الأكل الزائد.. لكنه نشط.. فيقول هذه الآلة نافعة.
الإحلال السلعي:
كلما كانت السلعة لها بدائل يمكن إحلالها بأخرى.. كلما كان إدراكها أبسط.. يعني لا نتعمق في إدراكها.. لماذا؟
لأنه حتى وإن مثلت ضرورة.. لكن هذه الضرورة لها بدائل مختلفة.. هذه السلعة غير موجودة ولها بديل مشابه لها مثل السلع الميسرة.. لكن هناك نقطة يغفلها علماء التسويق وينظر لها علما النفس.
أن الإنسان من طبعه اجتماعي يحب الاستقرار.. فهو لا يميل للإحلال حتى مع السلعة وإن كانت ميسرة.
لاحظوا أنتم في أنفسكم.. وإنه يريد الاعتياد مع الشيء يألفه.. هل أنتم معي في هذه الفكرة؟
أن الانسان يميل لأن يألف ويؤلف.. يعني يميل لأن يكون اجتماعي.. ليس انطوائي فهو بالنسبة للسلع والخدمات يكون تقليدي لا يحب التجديد.. يعني هذه الصفة تعزز عملية عدم الإحلال بين السلع.
لكن الإنسان يميل إلى الألفة للسلع هذه.. ولذلك يرى أنه إذا أحلها أو حاول تجربة غيرها.. إذا لم تكن الثانية فيها تميز.. لا يقدم عليها ويعود للسلعة الأولى الأصلية بالنسبة له! وهذا يحتاج له بحث!
قد تكون الأصلية بالنسبة لك سلعة أخرى.. لكن السلعة التي أعتدت عليها والتي انسجمت معها وإن كانت على مستوى العلكة البسيطة التي يأخذها الطفل.
فهو يحب دائماً ما يألفه.. وفي اليوم الذي تعطيه ماركة أخرى تجده يقول: (لا.. أن أريد من السابقة) ويجلس يبكي وهي سلعة ميسرة متشابهة.
إذن مسألة الإحلال.. فإذا كانت السلعة لا يوجد فيها إحلال.. تقيد إدراكك في التفكير في غيرها.
لكن إذا السلعة فيها إحلال.. أي خلل تجده في السلعة أو مللت منها.. ونحن نعرف أنه قد يصيب الإنسان ملل من السلعة عند استخدام السلعة لمرات كثيرة وبكميات كبيرة.. فيدرك إحلالها.
يدركها بطريقة أخرى لأنه يفكر لسلع مشابها لها يمكن أن تحل محلها.. مع ذلك فعملية الإحلال تحتاج إلى درجة من التميز في السلعة حتى يقوم المستهلك بإحلالها.
ولذلك عندما يأخذ بيبسي ولا يجدها.. يشرب كوكاكولا أو مكة كولا أو سفن آب.. لكن أنت غير راضي لما تشربها.. أما إذا ما أعطاك إياها وهي حارة.. فهذا يعزز عدم الرضا.. ويمكن تأخذ منها رشفتين أو ثلاثة ومن ثم تتركها وترحل.
إذن عدم الرضا يمنع حتى التفكير في المخاطر المتمثلة في إضاعة المال ببقية القارورة التي تركتها.. هذا هو الجانب السيكولوجي!
إذن مسألة الإحلال والرغبة وكذا.. هذه مسائل تقوي الإدراك أو تضعفه.. إذا كانت السلعة ليس لها بديل.. هي تقيدك.
أنت لا تفكر بغيرها لأنه لا يوجد غيرها.. لكن لما يكون لها إحلال.. وحتى لا يصبح لديكم خلط.. في حالة الملل منها تفكر في غيرها فتدركها بسلبياتها.
إذن وجود البدائل يعطيك سعة أكبر في التحرك للإدراك عندك.. في اختيارك الإدراكي.. بينما عدم وجود البديل يضعف من هذا.
الجودة المدركة:
مفهوم الجودة المدركة يختلف من مستهلك لآخر.. فيمكن لبعض المستهلكين أن يكون مفهوم الجودة متعلق بالمعنى أو المفهوم العام.
هل تذكروا في مبادئ التسويق تكلمنا عن ثلاثة أبعاد للمنتج.. البعد الجوهري والملموس والإضافي.
والملموس غيرناه وقلنا أنه محسوس وليس ملموس.. لماذا محسوس؟
انظروا الآن.. لأن جميع الحواس تشترك في إدراك المنتج.. وليست حاسة اللمس فقط!
البعد الجوهري هو بعد سيكولوجي غير مرئي وغير محسوس من حيث الإدراك بالحواس.. لأنه جانب وجداني.. لماذا؟
هي غالباً الجوانب الوجدانية.. واحد يدرك المنفعة.. فلا يشتري السلعة لذاتها.. يشتري السلعة لما تعطيه من قيمة.. الجانب التفاخري مثلاً.. محاكاة كما ذكرنا للمستوى الاقتصادي.. أو مستوى اجتماعي معين.
يعني: هو لا يتمكن من شراء سيارة فارهة فيذهب ليقترض لشرائها.. يحاكي الجانب الاقتصادي.. لماذا؟
هذا غالباً يحدث لما يكون هو من أسرة اجتماعية جيدة.. وهو في إمكانياته السابقة كانت امكانياته الاقتصادية جيدة مرتبطة بهذا العمق الاجتماعي.. فتراه عندما يحس بالخلل في الموازين المادية في المجتمع.. يحاول أن يعيد لنفسه وأسرته سابق مجدها!
فإذن هو لا يشتري السلعة.. لكن هذه السلعة قد يكون مقترض ثمنها في سبيل ماذا؟
في سبيل أن يعيد في أذهان الناس الحالة الاجتماعية والاقتصادية التي كان عليها.
إذن المحتوى ليس الجوهري.. بل هذه المنفعة التي حققها خارج إطار السلعة نفسها.. لكن هذه السلعة كونها مرتبطة بمستوى اقتصادي معين.. أراد أن يعيد بها مجد أسرته.
وآخر ينظر لها كسلعة مشهورة متينة.
وآخر يحاكي فيها صديق له.. اشتراها فهو ينظر للصديق بنظرة أخرى.. لا يريد أن يتراجع عن أن يكون أقل منه.
يعني النفس البشرية عميقة ومتعددة.. خصوصاً في الدوافع اللا شعورية.
فإذن هذا ليس في أصل السلع.. هذا موجود في داخل الانسان نفسه.
لكن سلعة تحاكي -هذه الحاجات أو الدوافع اللاشعورية- في داخله فتراه يقتني هذه السلعة أو تلك.
فإذن النظرة للجودة مختلفة.. وهي تعتمد على الدوافع.. إذا كان الدافع عقلي؛ النظر للجودة يعني المواصفات.. اكتمال المواصفات وليس نوع المواصفات.. هناك فرق.
هناك واحد ينظر للجودة -وهو جاهل لمحتوى الجودة- على أنها عدد من المواصفات في الجهاز.. أنه جيد.
في حين هي ليست هكذا.. قد يكون فيها مواصفات أقل لكنها أكثر جودة من غيرها.. لماذا؟
لأنها متقنة.
مثلاً اختيارك لآلة تصوير دقيقة في وضوح الصورة.. وهناك آلة أخرى أقل دقة لكن فيها مواصفات أكثر.. ما هو الأصل في آلة التصوير؟
الوضوح والدقة.. أليس كذلك؟
هي تأخذ الصورة.. والوضوح والدقة في الصورة هو أهم شيء.. كلما كانت صورتك مطابقة لأصلك؛ كلما كانت هذه أكثر دقة.. يعني أكثر جودة.
متانتها تعبر عن جودتها.. لكن هناك شخص آخر ينظر للجودة بمفهوم آخر.. بمحتواها وبعدد المواصفات التي فيها.. قد يكون بها مواصفات ولكن هذه المواصفات تعيق من ناحية تكنولوجية أن تكون فيها دقة متكاملة.. لكن هو لا ينظر لها.. ينظر للجودة بأنه فيها مواصفات.
ناس كثير يخلطون بين الجودة والمواصفات.. وبين الجودة والنوعية على مستوى علماء وأساتذة كبار في هذا المجال.
فالجودة المدركة من ناحية عقلية هي ارتباط المواصفات بالإتقان.
انظر.. لكن هذا الإدراك لا يدركه الناس جميعهم بهذا المستوى.. إذن يدركون الجودة بمدارك مختلفة.. تحيل تعدد المواصفات واقتناء الانسان لمختلف المواصفات المختلفة والحديثة دون أن ينظر إلى تقنيتها واتقانها.
وبذلك تعزز في داخله الارتباط في الآلة لكونها تعطيه نوع من الفخر.. اقتنى هذا النوع من الأجهزة فتقوي لديه دوافع عاطفية.. وتعزز له مفهوم الجودة المخطئ عنده.. فينظر للجودة ويدركها بهذه الطريقة.
هناك ناس عمليين الجودة تعني لديهم المتانة.
مثلاً.. جهاز تقني متقدم ومتطور عند بعض الناس.. العملي الذي يريد الحركة عندما يرى هذا الجهاز يشل من حركته.. يجد أنه غير جيد.. رغم أنه قمة التقنية والجودة.. يعني الاتقان في المواصفات.. لكنه يخترقه.. يعطل فيه شيء من الحاجات والرغبات الإنسانية التي هي عنده.. فينظر له على أنه غير جيد.
إذن الجودة المدركة موضوع عميق وطويل وعريض.. لم يشبع حقيقتاً في كل الكتب.
على ضوء ما تكلمنا في مسألة الجودة المدركة وفق هذا الشرح.. استندت الجودة المدركة على نوعين:
العوامل أو الإيحاءات الموضوعية لدى الفرد.. والعوامل أو الإيحاءات الخارجية الشكلية.
وحتى نقربها لكم ضربنا مثالين.
واحد يجد أن الجودة في المتانة من منطلق عقلي منطقي.. مواصفات مرتبطة بالمتانة.. بديمومة ووضوح ودقة.. انظر.. تعابير تقنية مرتبطة بأصل التكنولوجيا.
والآخر ينظر للجودة على أنها زيادة مواصفات.. دون أن ينتبه للتقنية أو اتقان.. يعني جودتها.. يفهمها الآخر أنها ليست متطورة تكنولوجياً.. لا.. يعني متقنة في الصياغة للمواصفات بحيث تعطي الديمومة فيها.. تعطيك مواصفات دقيقة.. هذه الجودة.. فتعدد المواصفات قد ينسجم مع طبيعته كونه عاطفي يحب التفاخر.. فتعمي عليه هذه الحالة إدراكه.
هذه هي الايحاءات الداخلية.. مرتبطة بإيحاءات خارجية.. نظرة الناس له.. يعني الموضوع بهذه الصورة.
الخطر المدرك:
يعني عدم الثقة في السلعة هو خطر.. عدم الثقة بالماركة هو خطر.. التجارب السلبية المماثلة هي خطر.
يعني ما الذي يؤدي للخطورة.. وليس ما هي المخاطر المتجسدة.. ما الذي يؤدي لك أن تفكر في مخاطر السلعة؟
الإمكانيات المادية.. عندما تكون إمكانياتك ضعيفة؛ تخشى أن توجد مخاطر.. فيكون توقعاتك أكثر سلبية منها إيجابية.
إذا كانت تجاربك المماثلة عن السلعة تزيد من مخاطرك.. إذا كانت التجارب سلبية عن ضعف الحاجة للسلعة.. وهذا يعتمد على منظورك الثقافي والحضاري والذي يؤدي إلى ماذا؟
توتر للمخاطرة.. يعني التفكير في المخاطر.
فإذن المخاطر المدركة.. مخاطر الأداء للسلعة تتجسد في:
في الأولى تكلمنا عن: ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تفكيرك في المخاطر؟
ومنها تنبثق أنواع من المخاطر.. أنت تفكر في أنواع من المخاطر عند شراءك للسلعة.. مخاطر أداء السلعة.. تشك أن السلعة تؤدي دورها.
المخاطر البدنية.. يعني: تخشى أن تشتري السلعة فتؤثر على بدنك مثل بعض المشروبات او بعض المأكولات.. الخ.
المخاطر المالية أو المادية.. هذه مرتبطة بإمكانياتك المادية.. لأنك عندما تقتطع جزء من مالك وتشتري السلعة.. تعتقد أن المنفعة في السلعة أكثر من المال الذي تصرفه.
وكلما قلت إمكانيتك المادية؛ كلما زادت المخاطر في السلع التي تريد أن تشتريها.
كلما زاد سعر السلعة؛ كلما زادت المخاطر التي تظهر من الناحية المادية في السلعة.. فتقبل أو تمتنع عن شرائها.
المخاطر الاجتماعية.. قد تشتري السلعة.. كثير من الناس يتوقون لشراء ملبس معين ويشتريه.. لكن لا يجد متى يلبسه.. فقد يضطر أن يلبسه في البيت.. يرضي غروره منه لأن المجتمع لا يقبل أن يظهر بها فيه.
أول ما ظهر الدش (الساتلايت).. حالة حصلت مع كثير من الناس.. متدين يريد أن يسمع الأخبار لكن كونه معروف متدين.. أصبح الحصول عليه صعب.. فأصبح يسرق الأخبار من الدشات القريبة بواسطة الأريل السارق.. أو صار يجيب الدش ويخبيه حتى الناس لا تعرف!
هذه كلها مخاطر اجتماعية لأنها تتصل بمفهوم القيم لدى الفرد.
المخاطر النفسية.. تعتمد على نفسية الإنسان.. مدى ثقته بنفسه. تنعكس على ثقتك وعلى مقدار المخاطر في السلع والخدمات المشتراة.. هناك أناس لا يستطيعون اتخاذ قرار شرائي بسبب هذه الحالة.. ويأتي بمن يعضد رأيه.. ويسأله: (ما رأيك؟) على أبسط شيء.. فيلغي حاجته ورغبته في الحقيقة.
هناك أمور بسيطة لا تحتاج إلى تفكير عميق.. ليس فيها تعقيد تكنولوجي.. مثلاً أكلة معينة بسيطة.. هذه مسألة تمسك بشكل شخصي.. ليس فيها تعقيد تكنولوجي حتى يحتاج أن تعرف ما إذا كنت بحاجة إلى خبرات.. أو هل خبراتك كافية للتعاطي معها أم لا؟
فيمكن تستشير.. حتى تجمع معلومات أو تعزز الثقة في نفسك لأنك قادر على استخدام هذا الجهاز!
لكن البسكوت والعصير والبدلة.. البدلة يمكن تسأل في تناسق الألوان.. يحتمل هناك ناس محتواهم الحضاري أكبر.. فيفهم ويدرك تناسق الألوان أكثر منك.. فتستشيره!
لكن أن تستشيره (ما رأيك بتفصيل هذه البدلة؟) هنا إذا قال لك أنها جيدة.. فهذا بالنسبة له.. فأنت لم تشبع حاجتك في الحقيقة.. لأن أنت حاجتك كانت مترددة.. أما لو تريد أن تقيس انطباع الناس عنك إذا اشتريتها فالمسألة هذه تحتاج إلى شيء آخر.. قد يكون صاحبك وهو مشابه لك.. لكن الآخرين قد لا يقتنعوا بهذه السلعة وهذا النوع من اللباس الذي تلبسه.
فانظروا العملية.. إذن الجانب النفسي يركز في النتيجة النهائية على الثقة في النفس.. الثقة في النفس تعطي جانب كبير من الإدراك.
المخاطر الزمنية:
مثلاً سلع معرضة للتف أو قابلة للتلف.. أو سلع يمكن أن تتقادم بسرعة.
مثلاً أنت اليوم تفكر في شراء جهاز كومبيوتر.. وعندما تذهب وتشتري كومبيوتر بانتتيوم 4 الذي يعتبر أرقى شيء.. تخشى أن يأتي بعد يومين أو ثلاثة ما هو أفضل منه.. لماذا؟
لأن الكومبيوتر بانتيوم 4 أصبح له فترة في السوق.. بينما لو تشتريه أول ما ينزل.. تشتريه.. فتكون مخاطرك أقل.. لأنك ستتوقع أنك في ثلاث أشهر أو ست أشهر أو سنة كاملة.. أنت في أمان.. لأنه لن ينزل أحدث منه فيهز ثقتك بجهازك.. هذا الجانب الزمني.
هناك اختلاف في درجات المخاطرة بين الناس.
تختلف درجات المخاطرة باختلاف المستهلكين.
تختلف درج المخاطرة باختلاف السلعة.. كما نعلم أن السلعة منخفضة الثمن الميسرة.. مخاطرها قليلة إلا المخاطر البدنية.. أنك لا تقدم عليها نتيجة قد تؤذيك من ناحية السمنة أو أنها قد تكون غير مطمئنة نتيجة تجاربك السابقة.. مثلاً وجدت أنها لا تنسجم مع جوانب الهضم لديك.. أو مثلاً أنها في يوم من الأيام تعرضت بسبب واحدة منها إلى أذى جسدي.. وما عداها فهي لا توجد فيها المخاطر الباقية.
تختلف درجة المخاطرة باختلاف أسلوب التسويق أو التسوق.
تختلف درجة المخاطرة باختلاف المحتوى الثقافي.
أساليب التقليل من درجة المخاطرة:
- كلما توفرت المعلومات الصحيحة كلما قلت أو زادت المخاطرة.
- الولاء لعلامة تجارية معينة (مشهورة ومعروفة) تقلل أو تزيد من درجة المخاطرة.
- السعي للحصول على مكانة معينة.
- سمعة المحل التجاري أو سمعة بائع السلعة.
د. عبد الحق شاكر
2003-2004م