لهذه المحاضرة جزء أول، تجده هنا: الجماعات المرجعية – الجزء الأول
جماعات التسويق:
أنت لديك صديق حميم لك.. لكن عندما تذهب إلى السوق لا تأخذه معك.. تختار شخص آخر.. قد تكون صلتك به أضعف.. لماذا؟
أو إذا ذهبت مع صديقك لتحول التسوق إلى متعة بالصحبة.. تستعين بآخر قد تكون صلتك به أضعف.
جماعة التسوق تتصف بأشياء أخرى.. أن يكون هذا الشخص ذو ذوق محبب لديك فهو أقدر على الاختيار من الآخر فتستشيره.. فقد لا يكون هو الصديق القريب منك فيكون مرجع لك في الشراء.
لكن في قرارات أخرى صديقك الآخر هو مرجعيتك.. ما الفرق؟ لماذا ندرس الثاني؟
إذا القرار هو لمرجعيتك التي أنت تعتمد عليه في الشراء.. قد يكون هو نفسه.. لكن في بعض الأحيان يختلف.
إذن لماذا ندرس الثاني؟
هنا.. هذا يعطينا الموضة واللون الخ.. وهذا يصحح القرار الشرائي.
ولذلك فصلنا جماعة الاصدقاء عن جماعة التسويق أو التسوق.. قد يكون هو نفسه رجل البيع صاحبك عندما يشير عليك فتقتنع بالفكرة، فيكون هو ضمن جماعة التسويق!
العوامل المؤثرة على سلوك الجماعات المرجعية:
المعلومات والخبرة.. أول نقطة في أسلوب التأثير أو العوامل المؤثرة على سلوك الجماعات المرجعية.. المعلومات والخبرة.
انظروا.. كلما كانت المعلومات عن السلعة أو الخدمة متوفرة لدى الجماعة المرجعية التي تؤثر في سلوك الفرد سواء كانت هذه المعلومة سلبية أو إيجابية؛ كان تأثيرها أقوى.. وعلى العكس.. كلما كان للفرد ضمن الجماعة المرجعية كمستهلك عنده معلومات عن السلعة أو الخدمة أدق وخبرة أكبر في الموضوع؛ كان هذا الأمر يقوي أو يضعف ارتباطه في اتخاذ القرار!
يعني: إذا كانت المعلومات التي يمتلكها عن السلعة والخدمة أدق وأوضح من الجماعة المرجعية وكان الاثنين في نفس الاتجاه فذلك سوف يقوي التأثير.. لأنه سوف يكون للفرد رغبة في تأثير الجماعة عليه.. لأنهم الاثنين لديهم نفس المعلومات الإيجابية أو السلبية عن السلعة أو الخدمة.
هنا تجد حالة التضاد.. إذا كانت المعلومات والخبرة لدى الجماعات عن الخدمة أو السلعة مختلفة.. نحن الآن نتحدث عن السلعة والخدمة.. وهي تختلف عن القيم.. إذا كانت هذه المعلومات والخبرات الموجودة لدى الجماعة المرجعية عن السلعة أو الخدمة غير دقيقة أو غير واضحة.. ولدى الفرد العكس.. سوف يضعف ذلك ارتباطه بتأثير الجماعة المرجعية.. لأنه لديه مفهوم إيجابي ودقيق وهم لديهم معلومات غير واضحة وغير دقيقة عن السلعة.. وسالبة.
هنا يضعف ارتباطه مع المرجعية ويقل تأثير المرجعية عليه.
اعتمادية وجاذبية وقوة الجماعات المرجعية:
يعني: ثقتك وارتباطك بالجماعة المرجعية.. إذا كانت ثقتك جيدة وارتباطك بها حر.. يعني: أنت تتبنى أفكار أسرتك بحرية وليس بقسرية.. يعني: الأسرة لا تفرض عليك القيم فرضاً.. وإنما تناقشك وتبرر لك.. إذن أنت تتبنى هذه الأفكار والقيم من أسرتك تبني حر.. فهنا درجة الاعتماد لهذه الأفكار عالية.. وتصبح الأسرة بالنسبة لك هي مرجعية ذات جاذبية عالية أنت لا تتمرد عليها.. تتبنى أفكارها لأنك مقتنع بها.
ففي هذه الحالة تأثيرها عليك يكون بشكل أكبر.
مدى بروز أو عدم بروز السلعة:
هذا الجانب الخاص بالسلعة.. ماذا نعني بروزها أو عدم بروزها؟
للأسف في الكتب تجدوا خلل في هذه النقطة.
بروزها يعني شهرة السلعة وتقبلها من قبل الجماعة الأكبر.. والتي هي المجتمع.
فكلما كانت مقبولة لدى الآخرين في المجتمع كلما كانت درجة تأثير المرجعية أضعف!
إذا كانت المرجعية تؤثر باتجاه سالب.. إذا كانت السلعة لا تشكل ظاهرة.. فإن التأثير يكون أضعف.
أما إذا كان التأثير إيجابي نحو السلعة.. هذا الكلام يحتاج إلى توضيح أكثر.. يعني:
أنت عندما ترى ماركة توشيبا لأجهزة التسجيل.. ماركة عالمية معروفة كل الناس تشهد لها بالجودة والمتانة والخ.. والأسرة أو الجماعة المرجعية تقول لا هذه الماركة غير جيدة.. يعني اتجاهها سالب والاتجاه العام موجب.. قوة التأثير للجماعة ستكون أضعف.. لماذا؟
لأن هذه الماركة أصبحت ظاهرة منتشرة.. مقبولة.. أي أنها هنا بارزة!
وعلى العكس.. إذا كانت السلعة غير ظاهرة!
ولإظهار أهمية الجماعة المرجعية سأضرب لكم مثالاً بعد هذا عن الموضة.. فإذا كانت السلعة غير بارزة.. أصلاً التأثير المرجعي سيكون قوي لأنه مع الاتجاه العام.. والسلعة في أصلها غير معروفة.. فتثار حولها كثير من الإشكال عن اتخاذ القرار.
نأتي إلى نقطة أخرى.. فرضاً.. لو ملابس جديدة نزلت على الموضة.. كل الذين يتبنوها هم المتمردون في البداية.
والمتمردون هم الذين يكون ارتباطهم بالمرجعيات ضعيف.. والحملات الترويجية تخاطب هؤلاء.
وللتمرد درجات.. فأقصى التمرد أن يتبنى السلع الغريبة!
ما هو التمرد؟
يعني: التميز.. الفرد لماذا يتمرد؟
لأنه يريد أن يتميز!
وفي الغالب لا يقتنع أن يكون تابع.. هذه حالات التمرد.. عنده ردود فعل من جملة قضايا تخص المرجعية.
فإذن أول شيء يتبنوا المتمردون.. يتبنوا الموضة الخارقة عن العادة.. ثم الأقرب لهم.. فتتسع الدائرة.
فترى كل ما تأتي موضة جديدة ليس كل الناس تلبسها.. ثم تبدأ تزداد الدائرة.. لماذا؟
في الأول يتبناها المتمردون لضعف ارتباطهم بالمرجعيات.. والذين لديهم حالة تمرد ضعيفة أو منعدمة يقفوا موقف المتحفظ من كل شيء جديد.. خشية أن يُنتقدوا من قبل مرجعياتهم لثقتهم بها.
فعندما تصبح السلعة ظاهرة.. تبرز فتضعف تأثير المرجعيات.
ولذلك عندما يبدؤوا بشيء جديد وفكرة جديدة ومنتج جديد يبدؤوا مع المتمردين الذين لديهم الدرجة القصوى في التمرد.. ثم يعودون.. لمن فيما بعد؟
للمتحفظ.. لأنها أصبحت ظاهرة فيبدأ يلبس هذه الموضة.. لماذا؟
لأن نتيجة انتشار هذه الظاهرة أصبح تأثير المرجعية ضعيف.. فالناس تتبنى هذا النوع من الملابس.
تأثير الجماعة المرجعية على اختيار السلعة والعلامة:
يرتبط بالعناصر التالية.. جاذبية المرجعية.. المعلومات والخبرات التي لدى المرجعية عن السلع والخدمات.. انظروا.
الجماعات المرجعية وتكييف المستهلك.. كيف أقنع المستهلك كجماعة مرجعية برأيي عن السلعة أو الخدمة؟
يعني: نحن فرضاً أسرة ملتزمة.. أنت تريد أن تشتري شيء.. عندك الفلوس.. لكن أنت تريد أن تشتري شيء بسيط بسعر مرتفع جداً حتى تظهر أمام الآخرين.. الناس حولك يقولون لك: (لا.. انظر لغيرك).. حتى في الشرع.. لباس الشهرة عندنا غير جائز.. يعني كأنهم يقيسوا بهذا.. أنت تريد أن تظهر لأنك تريد تتبنى شيء صارخ خارج إطار المألوف.. فكيف تكيف الجماعة المرجعية المستهلك في اتخاذ قرارات واعية وعاقلة ومنطقية ومقبولة وفق القيم؟ كيف؟
ما هي الأمور التي يجب أن تكون لدى المرجعية؟
واحد.. إعلام المستهلك أو جعله على وعي عن السلعة أو العلامة المحددة.
تقول له مثلاً: (من رأينا أن تشتري هذه السلعة!).
إذن.. هذه السلعة يجب أن تضخ له معلومات عن السلعة عن وعي.
اثنان.. منح أو إعطاء المستهلك الفرصة للمقارنة بين ما يفكر به شخصياً مع اتجاهات وسلوك الجماعة.. كل المقارنة تتم من خلال المنفعة والمخاطر.. أنت لو تشتري سلعة تحقق الحاجة والرغبة لديك.. لكن قد تظهر لك مخاطر.. ضعف قبول الجماعة التي تنتمي لها بسبب شراءك لهذا النوع من السلع.
على سبيل المثال:
هناك فندق الليلة بمليون دولار. أو منتجع الليلة فيه بمليون.. سألوا واحدة ذهبت له.. قالو لها: (لماذا جئت لهذا الفندق؟).. قالت: (لأن هذا الفندق دائماً يظهر في الأفلام!).. يؤجروه ساعات حتى يصوروا فيه لقطات.. فقالت: (لهذا السبب كان له تأثير علي وأنا سكنت فيه لمدة.. يمكن شهر!).
افترضوا لو واحد هكذا يفعل ضمن مجتمعاتنا.. ماذا يقال عنه في مرجعياتنا؟
صح.. قد تحترمه.. لماذا؟
لكن في قرارة نفسك تقول: (هذا أيش.. بطران؟! ما يحس بالعالم!! … الخ)
لأنه شيء.. هو ماله وله الحق في التصرف فيه.. لكن غير مستساغ.. هو قد يتمنى أن يقوم بهذا العمل لكن يمتنع.. لأنه يوازن بين المنافع والمخاطر.. وأنه قد ينظر له على أنه متكبر.. إنه إنسان لا ينتبه للآخرين.
هذه القيم مهمة عندنا.
التأثير على المستهلك في تبيين اتجاهات المستهلك والسلوك ومطابقة اتجاهات وسلوك الجماعة.. اعتبار قرارات المستهلك في استخدام نفس السلعة التي تستخدمها الجماعة.. قرار مشروع.. ماذا تعني؟
أن القرار المشروع.. أنت مثلاً تكون مرتاح لما تكون السلعة التي تستخدمها الجماعة التي تنتمي لها هي نفسها التي تستخدمها أنت.
فعلى سبيل المثال السيجارة.
هناك أسر تحرم السيجارة في الأصل.. فما رأيك عندما تستخدمها؟
تشعر بالحرج.. تدخن في السر.. تدخل البيت لا تدخن.. وإذا تريد التدخين في غرفتك يجب إخفاء الآثار.. إخفاء الباكت.. إخفاء أعقاب السجائر.. تضعها في منديل وتخبأها في جيبك ولما تخرج ترميها.. تفتح النوافذ ليتغير الجو باستمرار حتى الذي يدخل لا يشم الرائحة.. وأنت تدخن والنافذة مفتوحة في الشتاء.. فيصيبك الزكام.. وأهلك لا يعرفوا أسبابها… الخ.
كل هذه بسبب أن هذه السلعة أنت تتعاطاها بدافع رغبة أو حاجة.. والجماعة المرجعية التي أنت معها عندها موقف منها.
لكن لو الأب يدخن والأولاد يدخنوا.. ويعطيك الفلوس ويقول لك: (روح اعطيني عروسة!) على قولتهم.. باكت السيجارة تسمى (عروسة) في بعض المجتمعات.
أنت في هذه الحالة عادي.. ويمسكك أبوك ويسألك: (تدخن؟) تقوله: (لا.. ) لكن يقولك: (إذا تدخن فأنا لا أريدك أن تخفي الموضوع).. فهو يتعامل بديموقراطية وأريحية.. (دخن وأنا موجود!).. فإذن أنت هنا تدخن وأنت مرتاح.. ولا تكتم.. ولا تصاب بالزكام.. ولا تفتح الشبابيك.. لماذا؟
لأنك أصلاً تستخدم نفس السلعة التي هي مرغوبة لدى الجماعة التي تنتمي لها.
في مسألة التعلم.. هناك عدة دراسات.. واحدة حول تأثير المحاضرات حول مدى استجابة طلبة الكلية لضغوط الجماعة.. ودراسة أخرى حول القرارات الشرائية.. يعني تأثير الجماعات على القرارات الشرائية.
وحقيقة لم يتحدث المقرر ولم يتوسع فيها كثير.. يعني كل واحدة سطرين ثلاثة كدراسة فقط للتعريف.. ونحن نحتاج إلى دراسة هذا المورد.
التطبيقات الترويجية لمفهوم الجماعة المرجعية
كلنا نجدها في الإعلان.. مثلاً: كرافت ألفا.. المكيف ألفا من شركة كرافت.. يطلع محمود ياسين.. ممثل قديم والآن هو شيبة.. والآن قد يكون تعب من التمثيل فيكون كشخصية معروفة مشهورة الناس رأتها في أفلام متنوعة.. المتدين شافه في فلم كصحابي ومتدين الخ.. والفاسد شافه في الخمارة يشرب وكذا.. فيعني يرضي كل الأذواق.
فمثل هذا كشخصية مشهورة يستخدم في الإعلان حتى يؤثر.. بالإضافة إلى استعداداته الأخرى.. حتى يظهر ماذا؟ يظهر كعامل جذب للمستهلك.
فإذن هذه المرجعيات.. أو يأتيك مثلاً شخص خبير.. مثل أريال.. يطلع لك في بعض الإعلانات واحد من السعودية يقول: (أنا مدير الإنتاج!).. إذن هو خبير.. فيتحدث عن مواصفات أريال ومن ماذا يتكون وما هو تأثيره.
هذا في السعودية.. أما في اليمن فماذا يفعل؟
نفسه أريال إعلانه يكون كالآتي.. امرأة.. ربة بيت عادية.. تغسل الملابس بالوعاء وليس في الغسالة.. وتتكلم عن أريال.. لماذا؟
لأنها تحاكي كثير من الأسر التي ليس لديها آلات الغسيل.. وسوف يقتنعوا بكلام هذه المرأة لأنه يعتبرها مستهلكة عادية رغم أنها تخرج في التلفزيون.
أو يجروا مقابلات عن المنتج.. من قبل ناس عاديين.. ينزل ويقول له: (اطعم…).. أو يعطيه نموذج أو عينة وقول له: (ما رأيك؟).. فيعكس انطباعه.. فيكون هذا بمثابة إعلان.. لكن على لسان المستهلك نفسه!
هل عرفت كيف؟ فنحن هنا نستخدم ماذا؟
نستخدم الجماعات المرجعية في التأثير على المستهلك عن طريق الإعلان.
كيف يتم استخدام الشخصيات المشهورة؟
يتم استخدامهم كشهود.. يعني يأتي شخص مشهور.. كأحد اللاعبين السعوديين أو الخليجيين.. كما حصل قبل سنتين.. استخدمته شركة بيبسي كولا في الإعلان عن بيبسي.. وأعطته نصف مليون دولار لثلاثين ثانية أو 15 ثانية.. لأن هذا اللاعب مشهور في الخليج ومحبوب لدى الشباب والشابات.. فإذن هذا مصدر تأثير عليهم.
فيطلع شاهد.. يعني: يشرب البيبسي ويعطي انطباع جيد عن البيبسي كولا!
هذا شاهد.. الموافقة.. يعني إقرار لفعل معين عن السلعة.. انطباع جيد عن السلعة هو يؤكده.
أو استخدامهم كممثلين في الإعلان.. يعني لا يظهر لإعطاء الرأي ولا يكون شاهد ولا يوثق الكلام الذي يقال في الإعلان.. إنما ماذا؟
يكون ممثل ضمن الممثلين.
مثلاً: الممثل السعودي المشهور الذي يطلع مرات في طاش ما طاش.. عندما يطلعوه مع ذلك الولد الخاص بمنتج كريم كراميل.. هنا هو ممثل.. وفي نفس الوقت يطعم ويأخذ ويعطي قرار وانطباع!
وإعلان آخر يطلع فيه الناطق باسم المنشأة.. يعني خبير.. تستخدمه المنشأة في الإعلان يؤكد الجودة لدى المنشأة.
فوائد استخدام الجماعات المرجعية:
زيادة وعي المستهلك عن العلامة.. تخفيض درجة المخاطرة.. عندما يأتي في الإعلان خبير سامع عنه أنه مشهور.. ويوثق السلعة.. سوف يزيل لديك المخاطر!
عندما يأتي خبير عن السلعة ويتكلم وأنت سامع عنه أو تعرفه شخصياً.. ولذلك في الجوانب الصحية عندما يريدوا التأثير على الجوانب الصحية يأتوا بجراح أو أخصائي مشهور يتكلم عن الموضوع.
وأحياناً مستشفى مشهور أو مستشفى يريد أن يشهر نفسه يربط نفسه بشخصية.. مثلاً: (سوف نستقدم من الفترة كذا إلى الفترة كذا الجراح كذا كذا كذا).
ما الذي حصل عندك؟
ارتبط اسم المستشفى باسم مشاهير على مستوى العالم.. فتوثق مستشفاك باسم المشهور.. هذا المشهور ستدفع له مبالغ طائلة.. لكن في نفس الوقت أنت سوف تستقطب أعداد كبيرة من الناس خصوصاً من ذوي الدخول المرتفعة.
وحتى الشخص الآخر.. المرض لا يعرف فقير وغني.. الكل يريد العلاج.. أليس كذلك!
فحتى هذا يأتيك بدلاً من أن يسافر.. يجد أن التكاليف عندك أقل رغم ارتفاعها لكونك ربط سمعة المستشفى بسمعة شخصية أو طبيب عالمي مشهور.
هذه الاستراتيجية إذا ما استمرت باستقدام اختصاصيين من مختلف التخصصات تصبح هناك صور ذهنية عنك أنك عالمي.. لكن ينطبع كذلك.. أنظر.. ينطبع لدى المستهلك أيضاً مع هذه الصورة ارتفاع قيمة الخدمة!
تحسين منزلة العلامة إما عن زيادة وعي المستهلك عن علامة السلعة.
يعني منزلة وصورة العلامة عند المستهلك تحسنت عندما تجد أن هناك شخصيات مرجعية في المجتمع.. مثلاً:
هنا في اليمن استخدام زعماء القبائل للترويج شيء جيد.. لكن للأسف هذا يتنافى مع العادات والتقاليد القبلية.
يعني يطلع شيخ عشيرة قبيلي معروف.. فيروِّج.. وليس عن طريق حديثه عن السلعة.. بل يطلعوه وهو راكب سيارة من ماركة معينة.. آخر موضة.. فالناس ترغب في تقليده.. فتشتري السيارة لتصبح مثل هذا الشيخ.
لأن اليمن نظامها قبلي مرتبط بهذه الأمور.. أليس كذلك؟ فكرة إعلان تنفع!
لكن من الصعوبة بمكان أن تقنع أحدهم بذلك.
التأثيرات الأسرية وسلوك المستهلك
سنتكلم عن التأثيرات الأسرية والطبقة الاجتماعية.
أولاً سنتكلم عن أنواع الوحدات الأسرية.. طبعاً.. الجوانب النفسية وتفسيراتها سأتوسع فيها لكن الأمور الأخرى مثل التقسيمات سنحاول اختصارها.
الأسرة النووية:
وهي الأسرة التي تكون نواة.. أصل.. نووية تعني النواة وليست قنبلة نووية.. لكن المفترض أن يتم اختيار مصطلح آخر.. هي النواة للأُسَر المتشعبة الأخرى.
دائماً الأُسر.. لو ننظر لها نجدها ترتبط بنواة.. أب وأم ومن ثم أطفال يعيشون في مكان واحد.. هذه نواة.
ثم الأولاد يكبروا والبنات يكبرن ويتزوج الأولاد فيصبحوا ضمن الأسرة ولكن خارج الأسرة.. هنا تصبح أسرة ممتدة.. وهي عبارة عن الأسرة النووية بإضافة الأقارب كالجد والجدة أو الأعمام والأخوال الخ.
هذه تسمى أسرة ممتدة.. كلهم يعيشون في مكان واحد.
والأسرة المؤلفة من الزوجين فقط.
ما الفائدة من هذه التقسيمات؟
الأسرة المؤلفة من الزوجين نبدأ بها.. التي فيها رأي الزوج والزوجة فقط.. هنا نقاط الاختلاف تكون ضئيلة جداً.. فهناك شبه توافق أو رضى.. ماذا يعني؟
التوافق.. مشورة في اتخاذ القرار الشرائي.. أو رضى في اتخاذ القرار لأي من الزوجين.. فأحدهم يتخذ القرار والآخر راضي عن هذا القرار الشرائي.
وعندما تتسع الدائرة وتصبح أسرة نووية.. يعني الزوجين والأطفال النابعين من الزوجين.. تلقوا قيمهم وآراءهم وأفكارهم من الزوجين.. لاحظتم؟
اتسعت الدائرة هنا.. كذلك تتسع دائرة الرغبات والحاجات.. فهنا الاختلاف في القرار الشرائي سيكون أكبر.
الأسرة الممتدة فيها عنصرين.. عنصر يتمثل في الأسرة النووية.. وعناصر أخرى خارجة.. وهذه تكون من جيل آخر.. وقد يكون لديهم قرارات وآراء.. هنا يكون الاختلاف في القرار الشرائي نوعي!
يعني قد يكون في تضاد لأنه أجيال مختلفة.. وأسرة متكونة من أفراد من بيئات نوعاً ما رغم وجود قربى.
يعني: أنت في أسرتك غير في أسرة بيت خالك.. أو غير أسرة بيت عمك.. أليس كذلك؟
رغم أنكم أسرة واحدة.. لكن أفكاركم لما تلتقوا النقاط الحرجة لا تفتحها.. لماذا؟
لأنها تمثل نقاط خلافية حادة.. هل هذا واضح؟
لأنه هذه كلها أسر نووية الوحدة تختلف عن الأخرى.. هذه نقطة.
ما هي وظائف الأسرة؟
الدعم الاقتصادي.. الاستقرار العاطفي.. تأمين نمط حياة مناسب للأسرة.. التطبيع الاجتماعي.
الدعم الاقتصادي واضح.. الأب والأم يدعموا الأولاد مادياً.. على الأقل حتى يصبحوا شباب قادرين على العمل.. إذن هنا الدعم الاقتصادي واضح من قبل الأسرة.
ما هو أهمية الدعم الاقتصادي هنا؟ ما تأثيره على سلوك المستهلك؟
له تأثير كلنا نعاني منه ونحن شباب.. أنت تريد تشتري سلعة معينة فيُفرَض عليك سلعة أخرى.. يقول لك: (لا تشتري هذه لأن سعرها مرتفع اشتري هذه..) لماذا؟ لأن من الذي يدفع؟
ليس أنت.. الأسرة.. فلأنها تدعمك اقتصادياً فهي أكثر تأثيراً في قرارك الشرائي.. إذن الأسرة لأن لها صفة الدعم الاقتصادي فإن قرارك الشرائي غير مستقل كفرد.
إلا في درجة من التمكن.. حتى المتمكنين.. يُقننوا على أولادهم ويقولوا: (نحن لا نريده أن يجد الأمور سهلة..) أليس كذلك؟
هذه طبعاً تعتمد على نمط الفرد.. في حين آخر يقول: (لا.. دعه يتمتع.. أنا عشت في حرمان.. فخليه للذي يريده..) أليس كذلك؟
إذن أيضاً تشكيلة الأسرة تؤثر.. لكن في الغالب عندما يكون هناك دعم اقتصادي يكون هناك تأثير على القرار الشرائي لديك بشكل واضح.
الاستقرار العاطفي.. في الأسرة.. ما الفائدة من الاستقرار العاطفي في ظل الأسرة في سلوك المستهلك؟
يحرك الفرد.. عدم وجود استقرار يعني انت ستناقش أمر حرج.. لكن سنكتب تحديث!
أنا لما أكون في غربة.. أهلي في مكان.. مثلكم كطلاب تشعروا بها.. أنت لما تكون في الغربة.. أنت لن تشعر بالاستقرار العاطفي.. وعندما تكون بين أسرتك.. ذلك شيء آخر!
الوالد والوالدة وأنت في الغربة يمدوك فقط بالمادة.. دعموك اقتصادياً وأنت في غربتك.. فهنا ترى سلوكك الشرائي هنا بسبب عدم الاستقرار العاطفي يدفعك إلى عدم استقرار في القرار الشرائي.. أليس كذلك؟
يعني: تلاحظ أنك تستخدم سلع وخدمات وتطلع وترجع غير لما أنت لما تكون مع أسرتك.. لماذا؟
لأنك تريد أن تشغل نفسك بأي شيء يبعدك عن التفكير في الغربة!
إذن هو يؤثر بشكل أو بآخر على سلوكك الاستهلاكي والشرائي.
تأمين نمط حياة مناسب للأسرة.. يعني أنت الأسرة تطبعك بطابعها.. فتؤمن لك نمط حياة.. إذا كانت الأسرة ثرية.. تؤمن لك نمط حياة اقتصادي مرتفع.. وإذا كانت أسرة ذات مكانة اجتماعية.. تؤمن لك نمط حياة اجتماعي.
اقتصادي مرتفع يعني لا توجد أشياء اسمها قيود اقتصادية.. يفترض!
اجتماعي مرتفع.. هنا قيود على سلوكياتك.. أنت تتعاطى مع سلع خاصة بدرجة كبيرة حتى تبقى متميزاً من ناحية اجتماعية.. تتعاطى مع مهن خاصة.. أنت لا تعمل في كل مهنة.. حتى وإن كنت محتاج.
طلعوها مرات في الأفلام المصرية القديمة.. يطلع هو من أسرة يتكلم الإنجليزية والفرنسية ولكن الدهر أرجعه إلى حالة اقتصادية تعبانة.. فتراه يطلعوه بياقة القميص بشكل.. والربطة والكوت.. قميصه ممزق لكن الكوت يستره.. وليس لديه ما يأكل.. لكن هو مضطر أن يعيش في هذه الحالة الاجتماعية.. ولا يقبل بأن يتعامل بأي مهنة.
هو أسلوب كوميدي لكن يظهر لك جوانب نفسية.. لا يقدر أن يتعاطى مع أي مهنة رغم حاجته للمال.. قد نقول أنه غير واقعي ولكن هذا النمط الاجتماعي الذي تعلمه داخل أسرته.
نقطة أخرى تضغط بها الأسرة عليك.. التطبيع الاجتماعي.. كثير من الأسر تفرض على الولد زوجته.. أن يتزوج بنت خالة أو بنت عمه.. وفي بعض العشائر قد يكون هو طفل.. ومن قبل ما يولد مسميين بنت عمه له.. وبنت عمه عمرها 40 سنة!
نعم.. هي هكذا.. هو عمره عشرين.. رغباته وأهواءه في اتجاه.. ومضطر نتيجة التطبيع الاجتماعي له أن يقبل بهذا القرار الذي اتخذ له من قبل ما يولد!
د. عبد الحق شاكر